کد مطلب:142631 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:285

ذکر سبب تولیته ایاه
حدثنی عمر قال حدثنی علی بن محمد قال حدثنا مسلمة بن محارب بن سلم بن زیاد قال و قد سلم بن زیاد علی یزید بن معاویة و هو ابن أربع و عشرین سنة فقال له یزید یا أباحرب أولیك عمل أخویك عبدالرحمن و عباد فقال ما أحب أمیرالمؤمنین فولاه خراسان و سجستان فوجه سلم الحارث بن معاویة الحارثی جد عیسی بن شبیب من الشأم الی خراسان و قدم سلم البصرة فتجهز و سار الی خراسان فأخذ الحارث بن قیس بن الهیثم السلمی فحبسه و ضرب ابنه شبیبا و أقامه فی سراویل و وجه أخاه یزید بن زیاد الی سجستان فكتب عبیدالله بن زیاد الی عباد أخیه و كان له صدیقا یخبره بولایة سلم فقسم عباد ما فی بیت المال فی عبیده و فضل فضل فنادی منادیه من أراد سلفا فلیأخذ فأسلف كل من أتاه و خرج عباد عن سجستان فلما كان بجیرفت بلغه مكان سلم و كان بینهما جبل فعدل عنه فذهب لعباد تلك اللیلة ألف مملوك أقل ما مع أحدهم عشرة آلاف قال فأخذ عباد علی فارس ثم قدم علی یزید فقال له یزید أین المال قال كنت صاحب ثغر فقسمت ما أصبت بین الناس قال و لما شخص سلم الی خراسان شخص معه عمران بن الفصیل البرجی و عبدالله بن خازم السلمی و طلحة بن عبدالله بن خلف الخزاعی و المهلب بن أبی صفرة و حنظلة بن عرادة و أبوحزابة الولید بن نهیك أحد بنی ربیعة بن حنظلة و یحیی بن یعمر العدوانی حلیف هذیل و خلق كثیر من فرسان البصرة و أشرافهم فقدم سلم بن زیاد بكتاب یزید بن معاویة الی عبیدالله بن زیاد بنخبة ألفی رجل ینتخبهم و قال غیره بل نخبة ستة آلاف قال فكان سلم ینتخب الوجوه و الفرسان و رغب قوم فی الجهاد فطلبوا الیه أن یخرجهم فكان أول من أخرجه سلم حنظلة بن عرادة فقال له عبیدالله بن زیاد دعه لی قال هو بینی و بینك فان اختارك فهو لك و ان اختارنی فهو لی.

قال فاختار سلمان و كان الناس یكلمون سلما و یطلبون الیه أن یكتبهم معه و كان صلة بن أشیم العدوی یأتی الدیوان فیقول له الكاتب یا أبا الصهباء ألا أثبت اسمك فانه وجه فیه جهاد و فضیل فیقول له أستخیر الله و أنظر فلم یزل


یدافع حتی فرغ من أمر الناس فقالت له أمرأته معاذة ابنة عبدالله العدویة ألا تكتب نفسك قال حتی أنظر ثم صلی و استخار الله.

قال فرأی فی منامه آتیا أتاه فقال له أخرج فانك تربح و تفلح و تنجح فأتی الكاتب فقال له أثبتنی قال قد فرغنا و لن أدعك فأثبته و ابنه فخرج سلم فصیره سلم مع یزید بن زیاد فسار الی سجستان، قال و خرج سلم و أخرج معه أم محمد ابنة عبدالله بن عثمان بن أبی العاص الثقفی و هی أول امرأة من العرب قطع بها النهر قال و ذكر مسلمة بن محارب و أبوحفص الأزدی عن عمان بن حفص الكرمانی أن عمال خراسان كانوا یغزون فاذا دخل الشتاء قفلوا من مغازیهم الی مرو الشاهجان فاذا انصرف المسلمون اجتمع ملوك خراسان فی مدینة من مدائن خراسان مما یلی خارزم فیتعاقدون أن لا یغزو بعضهم بعضا و لا یهیج أحد أحدا و یتشاورون فی أمورهم فكان المسلمون یطلبون الی أمرائهم فی غزو تلك المدینة فیأبون علیهم فلما قدم سلم خراسان غزا فشبا فی بعض مغازیه قال فألح علیه المهلب و سأله أن یوجهه الی تلك المدینة فوجهه فی ستة آلاف و یقال أربعة آلاف فحاصرهم فسألهم أن یذعنوا له بالطاعة فطلبوا الیه أن یصالحهم علی أن یفدوا أنفسهم فأجابهم الی ذلك فصالحوه علی نیف و عشرین ألف ألف قال و كان فی صلحهم أن یأخذ منهم عروضا فكان یأخذ الرأس بنصف ثمنه و الدابة بنصف ثمنها و الكیمخت بنصف ثمنه فبلغت قیمة ما أخذ منهم خمسین ألف ألف فحظی بها المهلب عند سلم و اصطفی سلم من ذلك ما أعجبه و بعث به الی یزید مع مرزبان مرو و أوفد فی ذلك وفدا.

قال مسلمة و اسحاق بن أیوب غزا سلم سمرقند بامرأته أم محمد ابنة عبدالله فولدت لسلم ابنا فسماه صغدی - قال علی بن محمد ذكر الحسن بن رشید الجوزجتنی عن شیخ من خزاعة عن أبیه عن جده قال غزوت مع سلم بن زیاد خوارزم فصالحوه علی مال كثیر ثم عبر الی سمرقند فصالحه أهلها و كانت معه امرأته أم محمد فولدت له فی غزاته تلك ابنا و أرسلت الی امرأة صاحب الصغد تستعیر منها حلیا فبعثت الیها بتاجها و قفلوا فذهبت بالتاج.

و فی هذه السنة عزل یزید عمرو بن سعید عن المدینة و ولاها الولید بن


عتبة حدثنی بذلك أحمد بن ثابت عمن حدثه عن اسحاق بن عیسی عن أبی معشر قال نزع یزید بن معاویة عمرو بن سعید لهلال ذی الحجة و أمر الولید بن عتبة علی المدینة فحج بالناس حجتین سنة 61 و سنة 62 و كان عامل یزید بن معاویة فی هذه السنة علی البصرة و الكوفة عبیدالله بن زیاد و علی قضاء البصرة هشام بن هبیرة و علی قضاء الكوفة شریح.

و فیها أظهر ابن الزبیر الخلاف علی یزید و خلعه و فیها بویع له.

ذكر سبب عزل یزید عمرو بن سعید عن المدینة و تولیته علیها الولید بن عتبة

و كان السبب فی ذلك و سبب اظهار عبدالله بن الزبیر الدعاء الی نفسه فیما ذكر هشام عن أبی مخنف عن عبدالملك بن نوفل قال حدثنی أبی قال لما قتل الحسین علیه السلام قال ابن الزبیر فی أهل مكة و عظم مقتله و عاب علی أهل الكوفة خاصة و لام أهل العراق عامة فقال بعد أن حمدالله و أثنی علیه و صلی علی محمد صلی الله علیه و سلم أن أهل العراق غدر فجر الا قلیلا و ان أهل الكوفة شرار أهل العراق و أنهم دعوا حسینا لینصروه و یولوه علیهم فلما قدم علیهم ثاروا الیه فقالوا له اما أن تضع یدك فی أیدینا فنبعث بك الی ابن زیاد بن سمیة سلما فیمضی فیك حكمه و اما أن تحارب فرأی و الله انه هو و أصحابه قلیل فی كثیر و ان كان الله عزوجل لم یطلع علی الغیب أحدا أنه مقتول ولكنه اختار المیتة الكریمة علی الحیاة الذمیمة فرحم الله حسینا و أخزی قاتل حسین لعمری لقد كان من خلافهم ایاه و عصیانهم ما كان فی مثله واعظ وناه ولكنه ما حم نازل و اذا أراد الله أمرا لن یدفع أفبعد الحسین نطمئن الی هؤلاء القوم و نصدق قولهم و نقبل لهم عهدا لا و لا نراهم لذلك أهلا أما و الله لقد قتلوه طویلا باللیل قیامه كثیرا فی النهار صیامه أحق بما هم فیه منهم و أولی به فی الدین و الفضل أما و الله ما كان یبدل بالقرآن الغناء و لا بالبكاء من خشیة الله الحداء و لا بالصیام شرب الحرام و لا بالمجالس فی حلق الذكر الركض فی تطلاب [1] الصید یعرض بیزید فسوف


یلقون غیا فثار الیه أصحابه فقولوا له أیها الرجل أظهر بیعتك فانه لم یبق أحد اذا هلك حسین ینازعك هذا الأمر و قد كان یبایع الناس سرا و یظهر أنه عائذ بالبیت فقال لهم لا تعجلوا و عمرو بن سعید بن العاص یومئذ عامل مكة و قد كان أشد شی ء علیه و علی أصحابه و كان مع شدته علیهم یداری و یرفق فلما استقر عند یزید بن معاویة ما قد جمع ابن الزبیر من الجموع بمكة أعطی الله عهدا لیوثقنه فی سلسلة فبعث بسلسلة من فضة فمر بها البرید علی مروان بن الحكم بالمدینة فأخبر ما قدم له و بالسلسلة التی معه فقال مروان:



خذها فلیست للعزیز بخطة

[2] و فیها مقال لامری ء متضعف

ثم مضی من عنده حتی قدم علی ابن الزبیر فأتی ابن الزبیر فأخبره بممر البرید علی مروان و تمثل مروان بهذا البیت فقال ابن الزبیر لا و الله أكون أنا ذلك المتضعف ورد ذلك البرید ردا رقیقا.

و علا أمر ابن الزبیر بمكة كاتبه أهل المدینة و قال الناس أما أذهلك الحسین علیه السلام فلیس أحد ینازع ابن الزبیر.

ثنا نوح بن حبیب القومسی قال حدثنا هشام بن یوسف و حدثنا عبیدالله بن عبدالكریم قال حدثنا عبدالله بن جعفر المدینی قال حدثنا هشام بن یوسف و اللفظ لحدیث عبیدالله قال أخبرنی عبدالله بن مصعب قال أخبرنی موسی بن عقبة عن ابن شهاب قال أخبرنی عبدالعزیز بن مروان قال لما بعث یزید بن معاویة ابن عضاه الأشعری و مسعدة و أصحابهما الی عبدالله بن الزبیر بمكة لیؤتی به فی جامعة لتبر یمین یزید بعث معهم بجامعة من ورق و برنس خز فأرسلنی أبی و أخی معهم و قال اذا بلغته رسل یزید الرسالة فتعرضا له ثم لیتمثل أحدكما:



فخذها فلیست للعزیز بخطة

و فیها مقال لامری ء متذلل






أعامر ان القوم ساموك [3] خطة

و ذلك فی الجیران غزل بمغزل



أراك اذا ما كنت للقوم ناصحا

یقال له بالدلو أدبر و أقبل



قال فلما بلغته الرسل الرسالة تعرضنا فقال لی أخی اكفینها فسمعنی فقال أی ابنی مروان و قد سمعت ما قلتما و علمت ما ستقولانه فأخبرا أباكما:



انی لمن نبعة [4] صم مكاسرها

اذا تناوحت [5] القصباء [6] و العشر



فلا ألین لغیر الحق أسأله

حتی یلین لضرس الماضغ الحجر



قال فما أدری أیهما كان أعجب زاد عبدالله فی حدیثه عن أبی علی قال فذاكرت بهذا الحدیث مصعب بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبیر فقال قد سمعته من أبی علی نحو الذی ذكرت له و لم أحفظ اسناده قال هشام عن خالد بن سعید عن أبیه سعید بن عمرو بن سعید أن عمرو بن سعید لما رأی الناس قد أشرأبوا [7] الی ابن الزبیر و مدوا الیه اعناقهم ظن أن تلك الأمور تامة له فبعث الی عبدالله بن عمرو بن العاص و كانت له صحبة و كان مع أبیه بمصر و كان قد قرأ كتب دنیال هنالك و كانت قریش اذ ذاك تعده عالما فقال له عمرو بن سعید أخبرنی عن هذا الرجل أتری ما یطلب تاما له و أخبرنی عن صاحبی الی ما تری أمره صائرا الیه فقال لا أری صاحبك الا أحد الملوك الذین تتم لهم أمورهم حتی یموتوا و هم ملوك فل یزدد عند ذاك الا شدة علی الزبیر و أصحابه مع الرفق بهم [8] و المداراة لهم ثم ان الولید بن عقبة و ناسا معه من بنی أمیة قالوا لیزید بن معاویة لو شاء عمرو بن سعید لأخذ ابن الزبیر و بعث به الیك فسرح الولید بن عتبة علی الحجاز أمیرا و عزل عمرا و كان عزل یزید عمرا عن الحجاز و تأمیره علیها الولید بن عتبة فی هذه السنة أعنی سنة 61.


قال أبوجعفر حدثت عن محمد بن عمر قال نزع یزید عمرو بن سعید بن العاص لهلال ذی الحجة سنة 61 و ولی الولید بن عتبة فأقام الحجة سنة 61 بالناس و أعاد ابن ربیعة العامری علی قضائه. و حدثنی أحمد بن ثابت قال حدثت عن اسحاق بن عیسی عن أبی معشر قال حج بالناس فی سنة 61 الولید بن عتبة و هذا مما لا اختلاف فیه بین أهل السیر و كان الوالی فی هذه السنة علی الكوفة و البصرة عبدالله بن زیاد و علی قضاء الكوفة شریح و علی قضاء البصرة هشام بن هبیرة و علی خراسان سلم بن زیاد.



[1] تطلاب: طلب.

[2] لا يستقيم وزن البيت الا بحذف الواو فيقول: -



خذها فليست للعزيز بخطة

فيها مقال لامري ء متضعف



و البيت من بحر الكامل.

[3] ساموك: من سوم.

[4] نبعة: شجرة.

[5] تنادحت: من ناحت.

[6] القصباء و الحلفاء و الطرفاء واحد.

[7] اشرأبوا اليه: تطلعوا اليه.

[8] الرفق بهم: الحلم و الأناة و الترفق و التحنن.